أخبار

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

( جائعـــة الحـــب ) قصة قصيرة ـ بقلم الشاعرة / همسة عتاب

قصة قصيرة 

( جائعـــة الحـــب )

 هو كان بعينها حلم بعيد المنال ، رجلاً ليس كباقي الرجال عشقته في صمت ذاب منه بعضها ، بعد أن رأت فيه النادر من الخصال ، أبت أن تصارحه بحبها خوفاً ليوم تخسره..
ويمضي بها العمر هباءً .. تقتات الأوجاع شوقاً إليه. فضّلت أن تسعد فقط ببعض حروفه والمزيد من حنانه التي كانت في أمس الحاجة إليه تشبعت وامتلأت منه بشتى المشاعر ، فلم تكن لترى سواه .. قد سكنها حباً وحناناً . جعلها ترى أنها ليست بحاجة لزوج و ليس مهماً وجود أخ .. بَعدَ أو اقتربَ فلم تكن تكترث ، ظلت تنهر كل من حاول منها الاحتواء وترفض أن يقترب منها جنس أدم على وجه الأرض .
لقد سقاها من مشاعره ولم يبخل يوماً عليها ، ترقق له قلبها عشق عذري لا يعرف شهوانيه ، فأصبحت تراه الحبيب الذي بلغ عشقه منتهاه ، والأخ الحنون الذي يحمي أخته فيطيب لها الأوجاع والآه ، وكان لها الأم التي تشعر بوليدها وتضمه بين جناحيها ، فكان هو الزوج الذي يلبس سيدته تاج الحسن كل مساء .... ويلبسها أفخر الثياب بابتسامته المعتادة عند كل لقاء .. كان وكان وكاااااان ، كانت معه حياتها أروع من الجنان .
مت الحياة كنسائم الليل فى مواسم الصيف الهادئة .. وذات حين جاء لصارحها بقدرها الموشوم على مدارج السماء ، أخبرها أنه متيم بحب امرأة أخري .
يال  قسوة أقدارها .. قد كان حلمها الأوحد .. فعاد لينهيه قدرها .. فهبت عاصفة صيفية .. وشب حريق بقلبها .. لكنها أخفت دموعها ومشاعرها وأنين قلبها عنه ، حتى لا يشعر بحزنها الذي يوجع قبلها كي لا تخسره ، فهو لها بمثابة أكسير الحياة .
تخبطت في أمالها الخائبة الرجاء ، ساد عليها شتى الأوجاع رفض جسدها الحياة ،، فتمنت لو يشيع جثمانها لأخر مثواه كانت هنا الكارثة الكبري سارت معصوبة العينين ،وهرعت لكل من كان يطلب من قبل يدها ، مرغمة عنها سلمت قلبها ، وتلألأت دموع العين لتغرغر أجفانها ، تنازلت رويداً رويداً عن بعض المبادئ تبحث عن فتات حب ضائع تضمد به جوعها ، تبحث عن سعادة تخدر بها ألامها بعد أن صدمت بواقع وألقى حتف قلبها . رغم يقينها بأنها مستحيل أن تلقاه ، محال تجمعهم الحياة . الا بالخيال ظل بجوارها ولكن ............ ملجم لسانها عن الإفصاح بأغلي المشاعر ،، تركها جائعة الحب مع أنه مستوطن قلبهـــا تبحث عنه على رصيف أقدارها ........... رغم يقينها أنها لن تجد رجل كـ حبيبهـــــا فمهما استغاثت بمن حولها ، ستبقى جائعة عشقه ولا مأوى لهـا إلا نواصى المستحيل .

بقلمي / فاطمة حلبى

همسة عتاب

هناك تعليق واحد: